عندما تشدو الدموع
عندما تشدو الدموع
وتلهو بنا الأوقات... وتعبثُ بنا المسافات...
والصمتُ يبقى وهُم يغيبون...
ننتظر صدى أصواتِهم برغمِ صمتهم مراتٍ ومرّات..
في مهب الشوق وعلى أكفِ الحنين...
كلُّ ما لدي ذكرياتٌ مثقلةٌ بأدقِ التفاصيل، وقلبٌ متعبٌ منهكٌ مضمخٌ جداره بالألم...
فنغمض أعيننا في محاولةٍ لوقفِ نزيفِ الذكرياتِ؛ لكننا نجدهم متكئين على أديم الجفون... ويبتسمون..!
لذلك لا يجب أن نفترق أكثر حتى لا يتفاقم نزفُ الذكرى أكثر...
كأخٍ لم تلده أمي... قاسمتهُ القلب والروح والوجدان، وشيءٌ يسيرٌ أبقيته لآخرين، لا يبدأُ أحدنا يومه إلا أن يُلقي على أخيهِ تحية الصباح... أو ما يعرف بترعيشة الصباح...
وكان أملي مع بدايةٍ لشهر رمضان أن نجلسُ سوية نهنئ بعضنا، نتسامرُ ليلاً، نحدد جدول العبادات الخاصة ، ونتسحرُ في بعض الليالي سويةً .
كجسدين يمشيان بروحٍ واحدة، كل من يعرفنا يرغب في معرفة سبب هذا الحب المتدفق بيننا... يغبطنا وأحياناً يحسدنا رغبة في أن يعيش جواً كجوّنا...
كل صباح أنتظر طويلاًً على قارعة الأمل ولا زلت! ألتفتُ يمنةً ويسرة، وأنا أدرك بأنه لن يأتي، أبكي بشدة في اللحظة التي أعرف أفيها أنه لن نلتقي اليوم، وكنت أُمنِّي الروح بأن أراه ولو لحظات، فكل من يتصل فيه من قريب أناشده الله أن يقرأه السلام .
أخي الحبيب
كلماتي خجلى، وجملي صامتةٌ، وعبراتي تتعثرُ وتتوه، ولا يملكُ الإنسانُ كثيراً ليعبرَ عن مشاعره الحبيسةُ في وجدانه...
كيف لا والحديثُ عن وجهٍ علَّمنا كيف يكون الحب في الله ولله... فلتدفن بعدك كل الكلمات يا توأم النفس ومنية الفؤاد.
ما زلت أتذكر وأنتظر أن نلتقي لتفرحني بنظرتك الحانية، وابتسامتك العذبة، التي تنمنيني إياها عند كل لقاء روحك النقية كانت وما زالت تحلق معي في كل لحظة ، وفي لحظة غيابك كنت أغار منك من ذاتي، وصارت روحي تسترق الحنين لك استراقاً.
الى أخي الحبيب ( مهــدي ) أو كما يحب أن أناديه بال ( بالحوت أبو عبيدة ) ...